جنوب إفريقيا واجهت قضية التفرقة العنصرية (الأبارتهايد) بمقاربة شاملة بعد انتهاء نظام الفصل العنصري في 1994. تناولت الحكومة الانتقالية بقيادة نيلسون مانديلا وسائل الإعلام ودورها في تعزيز العنصرية بطرق محددة، أهمها:
لجنة الحقيقة والمصالحة (TRC):
تأسست لجنة الحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت خلال حقبة الأبارتهايد، بما في ذلك دور الإعلام. قامت اللجنة باستدعاء عدد من الإعلاميين والمسؤولين عن وسائل الإعلام للاستماع إلى شهاداتهم حول دورهم في نشر الدعاية العنصرية أو تبرير ممارسات النظام العنصري.
إصلاح قطاع الإعلام:
أُنشئت قوانين جديدة لتنظيم الإعلام تهدف إلى ضمان حرية الصحافة وعدم التمييز.
تم تفكيك المؤسسات الإعلامية التي كانت تُستخدم كأداة للدعاية العنصرية.
شُجعت وسائل الإعلام على تعزيز التنوع والمساواة في التغطية الإعلامية، مع إعادة هيكلة هيئات البث الوطنية لضمان أنها تخدم المجتمع بأسره وليس النخب فقط.
مساءلة فردية وجماعية:
في بعض الحالات، واجه الإعلاميون الذين تورطوا بشكل مباشر في التحريض على الكراهية أو الترويج للعنصرية المساءلة، إما من خلال شهاداتهم أمام لجنة الحقيقة والمصالحة أو عبر المؤسسات القانونية، رغم أن الأولوية كانت لتحقيق المصالحة الوطنية.
برامج تدريبية وتوعوية:
أطلقت الحكومة برامج تدريبية للصحفيين والمؤسسات الإعلامية لتعزيز قيم الديمقراطية، حقوق الإنسان، والتنوع الثقافي.
التشريعات المناهضة للتمييز العنصري:
تم سن قوانين تحظر نشر الكراهية أو التمييز العنصري، مما وضع حدوداً قانونية للخطاب الإعلامي العنصري.
الإصلاحات في الإعلام كانت جزءاً من نهج أوسع لبناء مجتمع متساوٍ وديمقراطي في جنوب إفريقيا، مع التركيز على المصالحة بدلاً من العقاب المفرط، باستثناء الحالات الجسيمة التي تطلبت تدخل القضاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق