إعلان الرئيسية العرض كامل

إعلان أعلي المقال


الولايات المتحدة
شاه إيران في اجتماع مع (من اليمين): زبيغنيو برزيزينسكي، والرئيس جيمي كارتر وسايروس فانس ووليم سوليفان وألفريد أثيرتون 1977.

خلال عام 1977 التقى شاه إيران مع كل من ألفريد أثيرتون، ووليم سوليفان، وسايروس فانس، والرئيس كارتر، وزبيغنيو برزيزينسكي، ففي مواجهة هذه الثورة سعى الشاه وراء مساعدة من الولايات المتحدة. فقد احتلت إيران موقعاً استراتيجياً في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، فهي موالية لأمريكا وتتقاسم حدوداً طويلة مع عدوها في الحرب الباردة الإتحاد السوفياتي، وهي أكبر دولة نفطية قوية في الخليج العربي، لكن النظام البهلوي حظي بدعاية سلبية لسجله السيء في مجال حقوق الإنسان.

السفير الأمريكي في إيران، ويليام سوليفان يقول بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي السيد زبيغنيو برزيزينسكي "أكد للشاه مراراً وتكراراً أن الولايات المتحدة تدعمه بالكامل". لكن الرئيس كارتر فشل في الإلتزام بتلك الوعود والتأكيدات. في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1978، اتصل برزيزينسكي بالشاه ليبلغه بأن الولايات المتحدة "ستدعمه حتى النهاية"، وفي الوقت نفسه، قرر بعض المسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية أن الشاه يجب أن يذهب بغض النظر عمن سيحل مكانه.

واستمر برزيزينسكي والوزير جيمس شليزنغر في التعهد للشاه بأن الولايات المتحدة ستسانده عسكرياً. حتى في آخر أيام الثورة، عندما كان الشاه يعتبر هالكاً لامحالة مهما كانت نتائج الثورة، استمر برزيزينسكي في الدفاع عن خطة التدخل العسكري الأمريكي لإعادة الاستقرار الإيراني. الرئيس كارتر لم يحسم كيفية استعمال القوة بشكل مناسب، وعارض قيام الولايات المتحدة بانقلاب وأمر حاملة الطائرات يو أس أس كونستوليشن بالتوجه إلى المحيط الهندي لكنه سرعان ما ألغى أمره، تم التخطيط لصفقة مع جنرالات إيران لتحويل الدعم لصالح حكومة معتدلة، لكن هذه الخطة انهارت مع اجتياح الخميني وأتباعه البلاد، وتوليهم السلطة في 12 شباط/فبراير 1979.

الإطاحة بنظام الشاه
استمر العنف ليحصد أكثر من 400 شخص قضوا في حريق سينما ريكس، وهو حريق متعمد وقع في آب/أغسطس في عبدان، ورغم أن دور العرض السينمائي كانت هدفاً مستمراً للمتظاهرين الإسلاميين فقد بلغ انعدام ثقة الجماهير بالنظام، وبلغت فعالية المعارضة في العمل والتواصل حداً جعل الجماهير ترى أن السافاك كان وراء الحادث في محاولة منه لتطويق المعارضة. في اليوم التالي تجمع 10.000 من أقارب القتلى والمتعاطفين لتشييع جماعي حاشد ومظاهرة تنادي (ليحترق الشاه) و(الشاه هو المذنب).

مع حلول سبتمبر، كانت البلاد مزعزعة على نحو شديد، وتحولت المظاهرات الحاشدة إلى أحداث منتظمة، فرض الشاه الأحكام العرفية، وحظرت كل التظاهرات. وفي يوم الجمعة 8 سبتمبر 1978، خرجت مظاهرة حاشدة للغاية في طهران، إنها المظاهرة التي حولت ذلك اليوم إلى ما بات يعرف اليوم باسم الجمعة الأسود.

نشر قادة الثورة شائعات مفادها أن "الجنود الصهاينة يقتلون الآلاف"، بينما كانت القوات التي أطلقت النار في الواقع تابعة لميليشيات الأكراد، وقد بينت التحقيقات بعد الثورة أن عدد القتلى كان صغير نسبياً (87)، ولكن في ذلك الوقت ظهرت الحكومة بصورة الحكومة الوحشية أبعدت عنها الكثيرين من الإيرانيين والحلفاء في الخارج. أدى إضراب عام في تشرين الأول/أكتوبر إلى شل الاقتصاد والصناعات الحيوية التي أغلقت أبوابها و"حسمت مصير الشاه".

بلغت الإحتجاجات ذروتها في كانون الأول/ديسمبر 1978، خلال شهر محرم أحد أهم الشهور لدى المسلمين الشيعة. وفي 12 كانون الأول/ديسمبر خرج إلى شوارع طهران نحو مليوني شخص ملئوا ساحة أزادي (شاهياد) مطالبين بإزالة الشاه وعودة الخميني.

في 16 كانون الثاني/يناير 1979 غادر الشاه والملكة إيران نزولاً عند طلب رئيس الوزراء الدكتور شابور بختيار، الذي كان لفترة طويلة زعيم المعارضة، وظهرت مشاهد الإبتهاج العفوي، ودمرت خلال ساعات "كل رموز سلالة بهلوي"، وأعلن بختيار حل البوليس السرى (سافاك)، وأفرج عن السجناء السياسيين، ووعد بانتخابات حرة وأمر الجيش بالسماح للمظاهرات الشعبية. وبعد عدة أيام من التوقف سمح بعودة الخميني إلى إيران وطلب إليه تأسيس دولة مثل الفاتيكان في قم، ودعا المعارضة للمساعدة على الحفاظ على الدستور.


عودة الخميني لإيران
 في 1 شباط/فبراير 1979، عاد الخميني إلى طهران محاطاً بحماس وتحية عدة ملايين من الإيرانيين، إنه بدون جدال قائد الثورة، وأصبح بالنسبة للبعض شخصاً "شبه مقدس". استقبلته لدى ترجله من الطائرة الجموع الحاشدة بتحية: "السلام عليكم أيها الإمام الخميني". أوضح الخميني في كلمة ألقاها في اليوم نفسه شدة رفضه لنظام رئيس الوزراء بختيار، ووعد "سوف أركل أسنانهم لقلعها"، وعين منافسه مهدي باذرخان مؤقتاً رئيساً للوزراء، وقال: "بما أنني قد عينته، فيجب أن يطاع"، واعتبر أنها "حكومة الله" وحذر من عصيانها، فأي عصيان لها "عصيان لله"، وفيما راحت حركة الخميني تكتسب مزيداً من الزخم، بدأ الجنود بالإنضواء في جانبه، اندلع القتال بين الجنود الموالين والمعارضين للخميني بإعلانه الجهاد على الجنود الذين لم يسلموا أنفسهم، الإنهيار النهائي للحكومة غير الخمينية حصل في في 11 شباط/فبراير عندما أعلن المجلس العسكري الأعلى نفسه "محايداً في النزاعات السياسية الراهنة، لمنع المزيد من الفوضى وإراقة الدماء".

الخميني يتسلم السلطة


الخميني كان زعيم المعارضة للشاه.
كانت المرحلة الثانية من الثورة مرحلة إسلامية الطابع، وبعد انتصارها الآن هناك ابتهاج كبير في إيران جراء سقوط الشاه، لكن الصمغ الذي أبقى مختلف التيارات الثورية الدينية والليبرالية والعلمانية والماركسية والشيوعية التي عارضت الشاه فقد مفعوله.

مجموعات كثيرة تتنافس كلها على السلطة ولدى كل منها تفسيرات مختلفة لأهداف الثورة:

    إنهاء الاستبداد.
    مزيد من الإسلام.
    الحد من التأثير الغربي الأمريكي.
    مزيد من العدالة الاجتماعية.
    الحد من اللامساواة.

والبقاء كان للأقوى، الخميني وأنصاره. كان الخميني آنذاك في نهاية العقد الثامن من عمره، السابعة والسبعين تقريباً، ولم يتسلم أي منصب رسمي قط، وكان منفياً خارج إيران لقرابة 14 عاماً، وسبق له أن قال لبعض من سألوه عبارات من قبيل: "المرشدون الدينيون لايرغبون بالحكم". كل هذا ولد انطباعا لدى الكثيرين مفاده أنه يرغب بأن يكون المرشد الروحي صاحب سلطة، لكنه بمهارة اختار التوقيت المناسب لإزالة كل أعداءه وحلفائه الذين باتوا عقبة أمامه وأن يطبق نظام ولاية الفقيه في جمهورية إسلامية يقودها بنفسه.

في السنة الأولى للثورة كان هناك مركزان للسلطة: الحكومة الرسمية والمنظمات الثورية، رئيس الوزراء مهدي باذركان الذي عينه الخميني، عمل على إنشاء حكومة إصلاحية ديمقراطية، في حين عملت بشكل مستقل كل من المجلس الثوري المكون من الخميني وأتباعه من رجال الدين، والحرس الثوري، والمحكمة الثورية، والخلايا الثورية المحلية التي تحولت إلى لجان محلية. وفي حين راح رئيس الحكومة (المؤقتة) باذرخان يطمئن الطبقة الوسطى، بات من الواضح أن سلطة اتخاذ القرارات النهائية هو في الهيئات الثورية وفي المجلس الثوري على وجه الخصوص، وفيما بعد الحزب الثوري الإسلامي. ازداد التوتر بين السلطتين بدون شك، رغم أن كلتيهما وضعت وأقرت من قبل الخميني.

في يونيو، أعلنت حركة الحرية مشروع الدستور، وأشارت إلى إيران باعتبارها جمهورية خمينية، يتضمن مجلس صيانة يتمتع بحق نقض التشريعات المتعارضة مع الإسلام، لكن دون وصي فقيه حاكم، أرسل الدستور إلى "مجلس الخبراء" المنتخب حديثاُ ليعرض أمام أعضاءه الذين حاز حلفاء الخميني على الغالبية بينهم، رغم أن الخميني كان قد أعلن بأن الدستور "صحيح" إلا أنه هو والمجلس أعلنوا رفضهم له، وصرح الخميني بأن الحكومة الجديدة يجب أن تكون قائمة "بنسبة 100 ٪ على المذهب الشيعي".

وضعه مجلس الخبراء دستورا جديدا أوجد من خلاله منصب القائد الأعلى للخميني، ومنحه السيطرة على الجيش والأجهزه الأمنية، والحق في نقض المرشحين للمناصب، كما أقر الدستور بانتخاب رئيس جديد يتمتع بصلاحية أضيق، لكن المرشحين يجب أن يحوزوا على الموافقة المباشرة من القائد الأعلى (عبر مجلس صيانة الدستور)، وقد أصبح الخميني نفسه رئيسا للدولة مدى الحياة باعتباره "قائد الثورة"، وعندما تمت الموافقة على الدستور في استفتاء أجري في كانون الأول/ديسمبر 1979 أصبح "المرشد الروحي الأعلى"، وتقدم رئيس الوزراء في تشرين الثاني/نوفمر إثر شعوره بالضعف وخلافه مع ما آلت إليه باستقالته.

معارضة الثورة الإيرانية
بادرت قيادة الثورة في البداية إلى إعدام كبار الجنرالات، وبعد شهرين أعدم أكثر من 200 من كبار مسؤولي الشاه المدنيين بهدف إزالة خطر أي انقلاب، وأجرى قضاة الثورة من أمثال القاضي الشرعي صادق الخلخالي محاكمات موجزة افتقرت إلى وكلاء للدفاع أو محلفين أو إلى الشفافية، ولم تمنح المتهمين الفرصة للدفاع عن أنفسهم، ومن بين الذين أعدموا بدون محاكمة (عملياً) أمير عباس هوفيدا، رئيس الوزراء السابق لإيران، أما الذين هربوا من إيران فليسوا محصنين، فبعد مرور عقد اغتيل في باريس رئيس الوزراء الأسبق شابور بختيار، وهو واحد من ما لايقل عن 63 إيرانيا قتلوا أو جرحوا منذ الإطاحة بالشاه.

من أوائل شهر مارس استشعر الديمقراطيون بخيبات الأمل المنتظرة عندما أعلن الخميني "لاتستخدموا هذا المصطلح (الديموقراطية)، إنها مفهوم غربي". في منتصف شهر آب/أغسطس تم إغلاق عشرات الصحف والمجلات المعارضة لفكرة الحكومة الخمينية، استنكر الخميني غاضبا الإحتجاجات ضد إغلاق الصحافة، وقال "كنا نظن أننا نتعامل مع بشر، من الواضح أن الأمر ليس كذلك". بعد نصف سنة بدأ قمع المعارضة الخمينية المعتدله المتمثلة في حزب الشعب الجمهوري، واضطهد العديد من كبارها، ورموزها منهم شريعتمداري الذي وضع تحت الاقامة الجبرية. وفي آذار/مارس 1980 بدأت "الثورة الثقافية"، أغلقت الجامعات التي اعتبرت معاقل لليسار مدة سنتين لتنقيتها من معارضي النظام الديني. في تموز/يوليو فصلت الدولة البيروقراطيه 20.000 من المعلمين و 8.000 تقريبا من الضباط باعتبارهم "متغربين" أكثر ممايجب.

استخدم الخميني أحيانا أسلوب التكفير للتخلص مع معارضيه، وعندما دعا قادة حزب الجبهة الوطنية إلى التظاهر في منتصف عام 1981 ضد القصاص، هددهم الخميني بالإعدام بتهمة الردة "إذا لم يتوبوا".

منظمة مجاهدي خلق هي واحدة من المنظمات المعارضة للحكم الثيوقراطي الديني في إيران، وخلافا لمعظم أطراف المعارضة في إيران اعتمدت منظمة مجاهدي خلق الكفاح المسلح. في شباط/فبراير 1980 هاجم رجال مجموعة حزب الله مراكز اجتماعيه ومكتبات ومنابر مجاهدي خلق وعدد من اليساريين الذين يديرون النشاط اليساري في الخفاء. نفذت منظمة مجاهدي خلق مجموعة من التفجيرات والإغتيالات أدت إلى مقتل نحو 70 شخص في مراكز الحزب الإسلامي الجمهوري في يونيو/حزيران 1981، واغتيل في العام ذاته كل من الرئيس محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهونار.

العلاقات الغربية الأمريكية مع إيران
في تشرين الأول/أكتوبر 1979 استقبلت الولايات المتحدة الشاه لعلاج السرطان، كانت هناك ضجه كبرى في إيران من جماعة الخميني والجماعات اليسارية تطالب الشاه بالعودة إلى إيران للمحاكمة والإعدام. شباب من أنصار الإمام الخميني اقتحموا السفارة الأمريكية واحتجزوا عشرات الرهائن داخلها في ما أصبح يعرف باسم أزمة الرهائن في إيران. في أمريكا أنصار الشاه لاحظوا أن كارتر لم يقم بما يكفي لدعم الشاه مما تسبب بتحول إيران من حليف إلى عدو ومن ثم وقوع أزمة الرهائن. اعتبر البعض أن دعم الخميني لعملية احتجاز الرهائن كانت مناورة سياسية ذكية هدفها تقسيم مواقف المعارضة ضد الدستور الجديد الذين كان سيتم الاستفتاء حوله بعد شهر، الليبراليون المعارضون للحكم الديني عبروا عن رفضهم لحكم رجال الدين وكذلك لعملية احتجاز الرهائن، في حين أن المنظمات اليسارية وضعت خلافها مع الدستور الجديد جانباً وانضمت إلى الحماس المناهض للإمبريالية في مسعاها لاحتلال "عش الجواسيس".

فشلت محاولات تسليم الشاه للمحاكمة وتوفي في مصر بعد أن منح حق اللجوء فيها من قبل الرئيس المصري أنور السادات، قبل مرور سنة على احتجاز الرهائن، دون أن تؤدي وفاته إلى قطع فتيل الأزمة.

محاولة انقلابية فاشلة
في تموز/يوليو 1980، اجتمع زبيغنيو برزينسكي مستشار الأمن القومي بالحسين بن طلال ملك الأردن في عمّان لمناقشة خطط مفصلة يرعى من خلالها الرئيس العراقي صدام حسين تقديم انقلاب في إيران ضد الخميني. الحسين بن طلال الذي كان أقرب حلفاء صدام في العالم العربي، أدى دور الوسيط أثناء التخطيط، الغزو العراقي لإيران سيكون تلبية لدعوة من الضباط الإيرانيين الموالين الذين يخططون لانقلاب أو انتفاضة في 9 تموز/يوليو 1980 (في عملية أطلق عليها اسم: "نوجة"، تيمناً باسم قاعدة جوية في همذان.

تم تنظيم الضباط الإيرانين بواسطة بختيار شابور الذي فر إلى فرنسا بعد تسلم الخميني السلطة، لكنه كان يدير العمليات من بغداد والسليمانية في الوقت الذي تم في اللقاء بين زبيغنيو والحسين بن طلال، على أي حال فقد تسربت أنباء الخطة إلى الخميني عن طريق عملاء سوفييت في فرنسا وباكستان وأمريكا اللاتينية، وسرعان ماتمكن الرئيس الإيراني الحسن بني صدر من تطويق قرابة 600 من الضباط وأعدم كثيراً منهم، واضعاً نهاية حاسمة لخطة نوجة للانقلاب. قرر صدام إتمام المخطط بدون معونة الضباط الإيرانيين، فيبدأ بذلك حرباً ضروساً دامت 8 سنوات عجاف حصدت أكثر من مليون قتيل ولم تبق ولم تذر.

الأنظمة المجاورة والحرب بين إيران والعراق
أزعجت الثورة الإيرانية كل زعماء العراق والكويت والسعودية ودول الخليج عموماً، فقد كان لظهور الراديكالية الشيعية وسيطرتها على حكومة دينية ودعوتها إلى إسقاط الأنظمة الملكية واستبدالها بجمهوريات إسلامية كل ذلك كان أشبه بالكابوس بالنسبة للعرب السنة في الجوار الشيعي، فهناك أقليات شيعية في كل تلك البلاد. وضعت الجمهورية الخمينية نفسها على أنها منارة للثورة تحت شعار "لاشرق ولاغرب" (أي لانتبع نموذج الاتحاد السوفييتي ولانموذج الغرب الأمريكي الأوروبي). زعماء الثورة في إيران قدموا وطلبوا الدعم لقضايا الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، كمنظمة التحرير الفلسطينية، كوبا، الكفاح ضد العنصرية في جنوب أفريقيا، ودعت إلى الثورة لتغيير الظلم الاجتماعي والملكيات والتأثير الغربي، والفساد في الشرق الأوسط وباقي أنحاء العالم. في هذه الظروف غزا العراق إيران في محاولة للاستحواذ على المناطق ذات الأغلبية العربية والغنية بالنفظ في الأحواز والقضاء على الثورة في مهدها، وهكذا بدأت حرب السنوات الثمان بين العراق وإيران، واحدة من أكثر الحروب دموية وتدميراً في القرن العشرين.

ومع المقاومة الشرسة تمكن المقاتلون الإيرانيون مع حلول عام 1982 من استرجاع جميع الأراضي التي تمكن العراق من احتلالها، ساهم الغزو في توحيد الإيرانيين خلف النظام الجديد، ووضعوا خلافاتهم الكبيرة جانباً في مواجهة التهديد الخارجي، وباتت الحرب ذريعة يستخدمها النظام لقمع المجموعات المعارضة اليسارية المدعومة من السوفييت، بما في ذلك التعذيب والسجن غير القانوني.

أدرك صدام خطأه، وعرض على إيران الهدنة، ورفض الخميني، وأعلن أن الشرط الوحيد للسلام "أن النظام في بغداد لابد أن يسقط ويجب أن تحل محله جمهورية إسلامية". استمرت الحرب لمدة ست سنوات أخرى مع مئات الآلاف من الأرواح والدمار الكبير من الهجمات الجوية، ورغم أن رجال الثورة فشلوا في تصديرها إلى العراق في نهاية الأمر إلا أن الحرب كانت سبيلهم لتوطيد السيطرة على إيران.

نجح تصدير الثورة في مكان واحد، وهو لبنان، حيث أدى السخاء الإيراني في تمويل حزب الله إلى إنشاء فريق سياسي وعسكري كبير، أولا في الحرب الأهلية اللبنانية، ثم ضد الاحتلال الإسرائيلي. ومع ذلك، لايزال اعتماد حزب الله على إيران عسكريا وماليا شغلاً شاغلاً خصوصاً بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، بهدف القضاء على حزب الله في تموز/يوليو 2006.

عندما نشبت الحرب أول الأمر نوقشت في الإدارة الأمريكية، وأبدى البعض تخوفهم من انتصار إيران، ودعوا إلى ضرورة خسارتها للحرب، جاءه الرد يجب أن يخسر الطرفان، وهذا ماحصل.

لايمكن إلحاق اللوم على طرف محدد واحد في هذه المأساة، ورغم الدور الأمريكي في التوطئة للانقلاب والإيحاء لصدام بأنه يخوض حرباً أمريكية، بدعم عربي، فإن إصرار الخميني على سقوط نظام صدام كان مراهنة في غير محلها، تسببت في قبوله آخر الأمر التوقيع على وقف إطلاق النار بقوله "إنني أوافق وكأنني أشرب السم". التخوف الكبير من قبل الملكيات العربية في الخليج من انتقال فكر الثورة ليهدد كراسيهم ساهم في غياب المنطق وإذكاء نار الحرب واستمرارها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


التسميات

شهرزاد الخليج احمد مطر هشام حسنى مربعات الفولكلور نصر عبد الجليل مظفر النواب افتكاسات نزار قبانى اقوال محمد الماغوط الحب سوريا الثورة السورية ملف امل دنقل اعتداء اسرائيل على سيناء انقلاب على الانقلاب السودان احمد خالد توفيق فيديو السيسى نجيب سرور هوان العرب احمد موسى طوفان الاقصى 8 يوليو اليمن جلال عامر حسنى مبارك ام كلثوم ابن عروس احمد شوقى اسرائيل اقتباسات اليا ابو ماضى المعارضة السورية ايمانية ثورة 23 يوليو سياسة جورج اوريل Eng Songs غادة السمان ابراهيم عيسى الاعمال الكاملة الشعر حرية محمد حمدان حميدتى قوات الدعم السريع يحدث بمصر اخبار القدس جلال الدين الرومى جيفارا وائل قنديل مليطة دعاء رابعيات فى حب الله العرب وزير التموين ثورة 25 يناير جبران مصر جمال حمدان فؤاد حداد بلال مورانى سيد حجاب صلاح عبد الصبور عبد الفتاح البرهان ادونيس سياسى توفيق عكاشة عبد الحليم ليبيا محاكمة المخلوع مبارك حبيب العادلى محمود درويش نجيب محفوظ أقوال الاسعار انتصار المقاومة بشار الاسد رابعة فساد الاعلام مقالات تخص الثورة 7 اكتوبر برامج كمبيوتر مجانية مصطفى بكرى الحرية علاء الاسوانى فيروز ميخائيل نعيمة سقوط بشار عمرو اديب غسان كنفانى يسرى فودة ابن الفارض السعودية المسحراتى جمال بخيت خط عربى غزة حلب رمضان 2023 مديح للسيسى واسينى الاعرج اوبريت محمد منير احمد رامى الدولار النقشبندى صفوت الشريف فهمى هويدى مقالاتى موقع ويب هامة نشأت الديهى DOWNLOAD FREE APP الثورة الفقر حكمة صلاح جاهين منوع موافى كنترول نعوم تشومسكى Important websites تشي جيفارا خالد يوسف مصطفى محمود وليم شكسبير 18 يوم ثورة احمد فؤاد نجم البرنس القموس السياسى جرائم اسرائيل طوفان الاقصى حسين سالم د البرادعى ملف ثروات مصر ابراهيم ناجى الامارات الحاكم الشيخ محمد الغزالى امريكا طوفان الاقصى تامر امين جنوب افريقيا سميح القاسم عبد الحليم قنديل محمد الباز مرتضى منصور يحدث بالسعودية أحاسيس احلام مستغانمى امين معلوف ترمب تونس حزن سيد النقشبندى ابن خلدون البوصيرى الوالى على بن أبى طالب فساد كلام فى الحب مواطنون شرفاء وثائق البنتاجون اقوال السيسى الابنودى الاحداث بمصر التطبيل السعودية دعاة بلال فضل ناتنياهو احمد موسى افتكاسات اشعار حزينة اقوال عنصرية الامام الشافعى البومات عربية ثورة 30 جرائم بشار الاسد خبير استراتيجى كامب ديفيد مفيدة شيحة يحدث بالوطن العربى الاخوان الحوثين طوفان الاقصى جرائم اسرائيل جمال مبارك خالد الجندى ذكرى سلمان العودة فيديو الثورة قطر كاريكاتير ليو تولستوى مدحت صالح ملف الثورة ابن العربى ابو عبيدة الاعلام بمصر الجنية الدعم تركى ال شيخ تطبيع سامح شكرى طوبار لميس الحديدى محمد الغيطى محمد عبد الحليم عبد الله مخائيل نعيمة مصر طوفان الاقصى يحدث بالامارات ابراهيم طيار ابو القاسم الشابى احمد منصور ارقام الالم تركيا مصر توفيق الحكيم جبهة الانقاذ رئيس رابعيات نوبية سد النهضة سيد على عمر الفرا عمر بن الخطاب فرنسا فساد التموين كتب محمد رمضان مشاعر مميز ابراهيم كامل ابو بكر الصديق السعودية النخبة الشيخ الشعرواى العاصمة الادارية الفساد الهام شاهين تامر حسنى تركيا تميم توماس كارليل جو بايدن د.منال عمر روسيا سجون سجون سوريا سعد الدين الهلالى سمير فرج شارلى شابلن شهداء الثورة شيوخ السلطان فلسطين قناة العربية معتز عبد الفتاح نيفو هزيمة اسرائيل هند القاضى وزير الاوقاف احلى 100 قصيدة حب احمد الشرع اردوغان اشاعات رابعة افلاطون البرادعى الكهرباء تعويم الجنية تيران و صنافير جان جاك روسو حافظ الاسد خواطر مرسومة د. محمد ابو اليزيد روحانيات سقراط صابر الرباعى صوت عمرو عز - شاهد على الثورة غاندى فيديو القسام قران كريم كروت ماكرون مدبولى موقعة الجمل نبيل الحلفاوى نتانياهو نجم نصوص التحقيقات وجوه مضيئة للثورة ياسر رزق يوسف الحسينى أحمد حسن المقدسي ابراهيم سليمان ابو تريكة احسان عبد القدوس احمد بدير ارسطو اصالة الاردن الاعلام الرياضى البرج الايقونى الذكرى السجون السلطة الفلسطينية الصين القسام ينتصر الكسندر غراهام بل اللواء فايز الدويري المفتى امال ماهر امريكا انطون تشيخوف باسم يوسف جمال مرسى جورج اليوت حقوق انسان خذلان العرب داليا زيادة رئيس كوريا رانيا يوسف سيد درويش شارل بودلير صحف اسرائيل صفوت حجازى صور مفتكسة عدوية عصفورة الشرق علاء مبارك فايزة فريد الاطرش محمد نجيب مصطفى الفقى مصطفى صادق الرافعى مصطفى كامل مفيد فوزى منولوجات وائل الدحدوح وزير الكهرباء يوسف زيدان 4/1/2024 Android Graphic Software PDF ovemic web ابراهيم طوقان ابن عرس ابو الغيط احمد شوبير اخبار اليمن ارشيف اسامة كمال افتكاسات سينمائية الازمة الاقتصادية الازهر الاقصى الامارات و اسرائيل الامارات و مصر البرلمان الجبير الجولانى الدندراوى السديس السعودية و اسرائيل السنوار الغلاء الفيتورى الكفتة المترو امل دنقل .. انقلاب السودان انقلاب تركيا ايرلندا برلمان 2015 بسمة وهبى بسنت فهمى بلسان اسرائيليون بوتين بيت المقدس بيرم التونسى تدخل روسيا ترمب السعودية تطبيل توماس جيفرسون جمال الدوينى جمال عبد الناصر حازم الببلاوى حمدى رزق حمدين صباحى خبير عسكرى داليا دندراوى ديفيد هيرست ديكارت دينى رأس الحكمة رامز جلال رانيا التومى رمضان البرنس روبرت فيسك روسو سجن صيدنايا شاهى صفوت حجازي - شاهد على الثورة ضد فلسطين ضياء رشوان عبارات عباس عبد العال عبد الله النفيسى عبد الناصر عبدة الاسكندرانى فريدة الشوباشى فن فولتير قاعدة مروى قيس سعيد كوريا الجنوبية لميس جابر ليبرمان مأمون فندي محمد الجوادى محمد بن زايد محمد بن سلمان محمد عبدة محمد عبده محمد هيندى مدحت العدل مشغل فيديو مصطفى حجازى مظهر شاهين معبر رفح معمر القذافى معين بسيسو مقالتى ملف انتصار المقاومة ناظم الغزالى نيليون مانديلا هيئة الترفية السعودية وائل الابراشى وزير الخارجية وزير المالية يوسف السباعى 1 1984 1990 2011 6 أكتوبر 2013 APK BROWSERS Bob Marley Boney M Demis Roussos NU Network programs PC TOOLS Paul Mauriat Pavarotti Video abba bules ciohi desktop software keeny g windows 11 أحداث الدفاع الجوي أحداث المطرية أكرم القصاص أنسى لحاج ا ابن سينا اجمل ماكتب اجور احمد الفضالى احمد امين احمد دومة احمد طنطاوى احمد عمر هاشم اسبانيا استشهاد جنود اسعاد يونس اسعار اسماء البلتاجى اعترفوا بالهزيهمة اعدام الاخوان الأبنودى الاحتلال الاردن طوفان الاقصى الاسرى الاسرائيليون الاسع الاسماك الاعظم الامارات طوفان الاقصى البحرين البرت اينشتاين البرهان و اسرائيل البشير البنك المركزى البوعزيزي البير كادو التعليم الجزائر الجلاشة الجمهورية الجديدة الجولان الجيش الحرس الجمهوري الدويرى الرحمة الزند السعودية طوفان الاقصى السعودية و اليمن السعودية و ايران الشرطة الشمس التبريزي الشوبكى الشيخ محمد حسان الشيخ ميزو الشيوخ الصحة الطبالين الطلاق الشفهى العراق العربي فرحان البلبيسي العريش العقاد الغرب الفنكوش العلمى القصر الرئاسى القضاء القيمة المضافة الكرلمين الكهربا اللحمة اللحوم اللواء عبد العاطى اللواء محمود منصور المانيا المتحف المصرى الكبير المتلمس الضبعى المتنبى المثلث الاحمر المسجد الاقصى المصرى اليوم المغامسى المقرحى النصب التذكاري النهضة الوراق اليوم السابع اميرة يحيى انتونى بلينكن انجى انور اندريود انس الفقى ايران ايفانكا ترمب ايلون ماسك بحر ابو جريشة بونى ام ترمب اسرائيل تشارلز داروين تطبيع السودان تمرد جابر القرموطى جامعة الدول العربية جداريات جرائم اثيوبيا جلال الخوالدة جمال الدين الافغانى جورج اسحاق جورج وسوف جون ستيوارت ميل جيش الاحتلال حازم عبدالعظيم حسن شاكوش حسن نصر الله حسين العولقى حسين فهمى حماس حمدى بخيت حوادث حول العالم خالد البلشى خالد سعيد خالد محى الدين خان يونس خبير. خونة عرب خيرى رمضان داليا البحيرى دعم دويرى دير ياسين دينا رامز ذكرى الثورة 2014 راشد الغنوشى رانيا بدوى ربيعة بن عامر الدارمي رسم رشوة رفعت السعيد رمضان 2030 رونالدو ريم البارودى ريهام السعيد ريهام السهلى زكريا عزمى سارة سد سد اثيوبيا سعد الحريرى سعد لمجرد سليم عزوز سها الشربينى سيارة الترحيلات سيد القمنى شريف منير شعارات الثورة شوبير صابرين صباح فخرى صحافة اسرائيل صــــور صلاح عبد الله صور اسرائيل تقصف صور طبيعة طارق عامر عبارات فى الحياة عبد الرحمن العشماوى عبد الرحمن الكواكبى عبد الرحمن يوسف عبد العزيز الخميس عبير صبرى عزت ابو عوف عصام حجى عكاظ على المالكى عماد الدين اديب عماد عفت عمر سالم عمر سليمان عمرو عبد الجليل عمرو موسى غلاء فاطمة الزهراء فريق الابا فهد الشقيران فهرس فولتير. فيديو : ابو حفيظة فيديو طوفان الاقصى فيوز قائمة العار السورية قرقاش قسد قناة الجزيرة قنديل كاريمان الشريف كاظم كامل الوزير كريم مغاورى كمبيوتر شاك كوريا الشمالية كونفوشيوس لبلبة لحم حمير لوحات الثورة لوسى ليلى علوى ماجدة الرومى مارتن لوثر كينج مارجريت عازر ماسبيرو مالك بن أنس مالكوم اكس مايا دياب مبارك متحدث الحكومة متصفحات مجدى طنطاوى محاكمة اسرائيل محلب محمد الرطيان محمد الساعد محمد امين محمد صبحى محمد عبد الرحمن محمد فؤاد محمد معيط محمود السعدنى محمود سامي البارودي محمود عباس محمود فوزى مروة صبرى مريد البرغوثى مسجد القائد إبراهيم مسعود شومان مصر للطيران مصطفى النحاس مصطفى حسنى مظاهرات معصوم مرزوق مقتل جنود اسرائيل ملك الاردن ممدوح حمزة ممدوح عسكر منة فضالى منى البحيرى منى الشاذلى موجز ام الانباء ميدو ميس حمدان ناهد السباعى نبيلة مكرم نجيب الريحانى نهاوند سرى نهلة نوارة نجم نور المالكى نورمان دوجلاس هانى شاكر هتلر هشام جنينة هوان هيثم محمدين هيفاء وهبى وثيقة وحيد عبد المجيد وردة وزير الرى وزير المالبة وزيرة الهجرة وش اجرام ياسر برهامى ياسمين الخطيب ياسمين عز يحدث بالخليج يسرا

إعلان أسفل المقال